مقال فراج اسماعيل

يتساءل صحفيون ومسئولون كبار في المنظومة الكروية المصرية.. ماذا عند "سيون" والحضري من أسانيد قانونية تجعله يوقع عقدا رسميا دون حساب للعواقب.. بداية من جماهير كروية ثائرة تتهمه بالخيانة العظمى، ودعوى قضائية بسحب الجنسية المصرية منه، وتهديدات باغلاق باب الأهلي في وجهه نهائيا، وانهاء اجباري لمسيرته الكروية، والتهديد بثورة غضب عارمة لو حرس عرين المنتخب!دعنا أولا نستبعد اتهام "الخيانة" لأنه خطير جدا وتبعاته البدلة الحمراء وحبل المشنقة. لا أظن أن لاعبا للكرة يرفه عن الناس يستحق أن نرسله إلى عشماوي!لا أعرف ما هي الأسانيد التي اعتمد عليها الصديق المحامي نبيه الوحش الذي رفع دعوى قضائية لنزع جنسية الحضري، فهل يظن أن الجنسية تعادل "شارة الكابتن" ننزعها متى نشاء وممن نشاء؟!قال لي عندما سألته أمس إنه قام بالفعل بانذار وزير الداخلية لنزع جنسية الحضري لأنه ترك مصر وأفسد فرحتها بالفوز ببطولة أفريقيا، فهو ليس ملك نفسه، وشهرته وسمعته صنعها الأهلي.هل هذا يكفي لتجريده من جنسيته. أليس لكل منا الحق في طلب الرزق في أرض الله الواسعة.. حتى لو أخطأ في الأسلوب؟!خمس بطولات لمصر و24 بطولة للأهلي منها الكثير من البطولات الأفريقية.نحن شعب عاطفي جدا.. اليوم يعيش الملك وغدا يموت الملك. كأننا لا نملك في تاريخنا غير هذا الهتاف بأشكال مختلفة!استمعت أمس إلى الهتافات التي تسب أم الحضري في مباراة المحلة وأصابني استياء شديد.. ما دخل أبائنا وأمهاتنا بلاعب كرة اختار مصيره على مسئوليته الخاصة؟!اكتشفت أمس أن الحضري وادارة نادي سيون تابعت ما جرى من هتافات معادية في استاد المحلة، وتتابع وتسجل الأراء التي يبديها مسئولو الأهلي ضد الحضري وتحولها إلى وثائق لتستعين بها عند الحاجة وهذا ما ستفعله بعد 6 شهور على الأقل.الأمر ليس مشكلة على لاعب بين الاسماعيلي والأهلي مثلا. ليس مظاهرة يقودها أهل الاسماعيلية في بلدة حسني عبد ربه، فيصدر أولو الأمر قرارا بعدم ايقاظ الفتنة!المسألة تخص ناديا في سويسرا، مقر "الفيفا" ويديره ملياردير يملك عدة فنادق، ينزل عصام الحضري وزوجته السيدة "صابرين" في جناح فاخر باحداها.في مصر تدار المعركة بشكل خاطئ.. شتائم وتهديدات وسحب جنسية وخيانة!تحولت القضية من نزاع قانوني على أفضل حارس مرمى في أفريقيا لمرتين متتاليتين، إلى شخص يجب منحه حق اللجوء السياسي والرياضي لأن الشر ينتظره في مصر.. أو هكذا حمل "سيون" هذا التصور إلى جيرانهم في الفيفا!نحن لا ندري شيئا عن قوانين الفيفا ولا اللوائح. وإذا أكرمنا الله بمعرفة مادتين مثل المادة 16 والمادة 17، فاننا نهزي ونتخبط اعتمادا على العبارات المكتوبة والمطاطية.قرارات المحكمة الرياضية ولجنة فض المنازعات تستند على حالات سابقة يتم بها تفسير اللوائح. ليست صلبة وجامدة مثل "الروتين" عندنا ومثل تلال القوانين التي نستعين بها من عصر محمد علي حتى الآن."سيون" حدد 400 ألف دولار.. وهو بالضبط قيمة التعويض الذي ستحكم به المحكمة الرياضية بعد 6 شهور أو سنة أو 18 شهرا حسب التساهيل.يعرفون أن الأهلي سيرفض ارسال البطاقة الدولية وسيقوم بمقاضاتهم أمام "الفيفا". ولقد رتبوا لكل حدث حديث.فاللاعب عندهم وسيصحبونه إلى "الفيفا" ليقول لهم إنه يتعرض لاضطهاد في الأهلي رغم أنه أحسن حارس مرمى في أفريقيا، وأن 65 مليون مصري يتعقبونه الآن لينالوا منه، وأن ناديه السابق يطلب عودته ليس للعب ولكن لنفيه إلى "كفر البطيخ"!الحضري ليس لاعبا عاديا.. إنه شخصية مرموقة تتحدث عنها حاليا الصحافة السويسرية والعالمية. كل ما يخرج من مصر والأهلي بالذات ضد الحضري هو مستند لصالحه ولصالح "سيون" كأنهم كانوا يتوقعون ذلك عندما ابرموا تعاقدا رسميا معه مقدرين العواقب وموفرين الحل لكل معضلة.بصراحة شديدة .. يدركون أنهم يتنازعون مع أناس على الفطرة. ما في قلوبهم على لسانهم. لم يذاكروا جيدا، وآخر فدان الشطارة عندهم الحدود المصرية!يأتيهم رئيس ناد مصاريفه الشخصية تعادل ميزانيتهم، فيستكبرون أن يجلس معه رئيس النادي ونائبه، ويفوضون له المهندس عدلي القيعي، ثم يكتشف رئيس سيون بعد ساعة من المناقشات أن القيعي ليس مفوضا في شئ، وأنه اذا احتاج الحديث مع حسن حمدي فلا يرد، وإذا طلب محمود الخطيب فان محموله خارج الخدمة مؤقتا أو خارج التغطية!بعد اسبوعين سيتمكن "سيون" من الحصول على بطاقة مؤقتة من الفيفا. سيقدم ما لديه من مستندات ورحلة الطائرة الخاصة إلى القاهرة، وسيتحدث أمامهم عصام الحضري الذي اصطحب زوجته فقط لحين ترتيب بيت له ثم يلحق به أولاده.بعد 6 شهور ستحكم المحكمة الرياضية وقد تؤجل حكمها، وسيفقد الأهلي بعض المال في عملية التقاضي. وسيستند الحكم على سابقة اللاعب الاسكتلندي اندي ويتسر وكان أقل من 26 عاما، وقد فسخ عقده من طرف واحد قبل عام مع نادي "هارتس" وخفضت المحكمة الرياضية في 31 يناير الماضي غرامة الفيفا من 625 ألف دولار إلى 150 ألف دولار سيدفعها اللاعب مشاركة مع نادي "ويجان" الذي انتقل إليه.قال كريستيان قسطنطين رئيس "سيون" لصحيفة "لوماتان" السويسرية إن المبلغ الذي سيحصل عليه الأهلي إذا تداول "الفيفا" القضية سيكون أقل من المبلغ الذي عرضه، مستندا في ذلك على الحكم في قضية اللاعب اندي ويتسر.تفسير المادة (17) على أساس هذا الحكم دون أي اعتبار للمادة (16) التي سيعتمد عليها الأهلي في دعواه، يحاول بها بعض السماسرة اقناع النجم البرازيلي رونالدينهو الذي سيبلغ 28 عاما في 21 مارس القادم للانتقال إلى نادي "تشيلسي".عقد رونالدينهو مع برشلونة ينص على شرط جزائي (120) مليون يورو. لكنه إذا فسخ عقده من طرف واحد بناء على الحكم القانوني الذي تأسس بواقعة ويتسر، لن يزيد التعويض الذي سيدفعه عن 15 مليون يورو!
1 Comments:
At 9:09 AM ,
Anonymous said...
هل أصبحت مصر سجن كبير؟ ماذا حدث للانتماء؟ من المسؤول عن البيئة الحالية من الكفر بمصر؟ من المسؤول عن محاولات الهجرة اليائسة حتى لو كانت إلى الموت؟ الموضوع أكبر بكتير من "أبي شهنده". رايي الشخصي أنه بانضمام مصر لمنظمة التجارة العالمية 1995 لا يحق لها وضع أي قيود على حركة الأشخاص و الأموال. لا وصاية لنظام فاسد و فاشد على شعب عظيم و مبدع و صبور و مجتهد مثل الشعب المصري. افتحوا باب السجن الكبير أو ارحلوا عنه لمن سيجعله مثل باكستان و الهند و كوريا و لا أقول الصين.
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home