أبطال العرب الجبابرة
فجأة ظهرت هذه السلسلة ولاقت شعبية لا بأس بها بين الأولاد . لكني لم أشارك في ذات الحماسة لأني وجدت هذه القصص استنساخًا لما تقوم به الشركات الكبرى مثل (مارفل) و(أكشان كوميكس) و(دي سي كوميكس) .. عندهم حشد لعين من سوبرمان والوطواط و(الرجال إكس) والعنكبوت و(فتى الجحيم) و(العملاق الأخضر) و(الأربعة المذهلون) ..الخ ..كلهم ضخام كالثيران مقنعون يطيرون في الهواء ولهم شخصيات سرية .. حالة إسهال أبطال حادة لن تجدي معها بعض أقراص الفلاجيل.. في لحظة ما تتصور أن كل مواطن أمريكي يلبس تحت ثيابه بذلة خاصة .. ثم يفر إلى أقرب زقاق ليبدل ثيابه ويطير في الهواء .. إذن لماذا أبحث عن البديل المحلي إذا كان المستورد متوافرًا وبالتأكيد أفضل ؟
هناك من قصص أبطال العرب طبعات فاخرة وأخرى شعبية لمحدودي الدخل. ترى أبطال هذه السلاسل فتجدهم نسخة اخرى من ذات الأبطال الأمريكيين لكن الأسماء عربية والبيئة شبه عربية .. كأن هذا هو فن القصص المصورة ولا فن سواه.. هناك شخصية فرعونية تشبه قصص سوبرمان، وهناك فتاة اسمها (جليلة) وأخرى تدعى (آية).. من رأوا هذه القصص أبدوا اعتراضًا عربيًا جدًا هو أن البطلات شبه عاريات وكبيرات الصدر .. لكني عندما قرأت هذه السلاسل مدققًا وجدت أشياء أخطر من هذا (دعك من أن البطلات كبيرات الصدر فعلاً)... أنا أكره البارانويا العربية المعتادة وأسلوب دس مؤامرة في كل شيء، لهذا أقدم حقائق دون أن أستنتج منها أي شيء ...
لماذا تحدث الأحداث في شرق أوسط غير محدد الهوية ؟.. القدس واضحة جدًا بقبابها ومعالمها لكن اسمها هنا (مدينة جميع الأديان).. ويتكرر هذا عدة مرات .. لماذا ليست هي (القدس) ؟.. هناك شرق أوسط كبير به مفاعل نووي عملاق اسمه قريب جدًا من (ديدمونه) يحاول (المخربون) تدميره من حين لآخر .. هل تبدو هذه الصيغة مألوفة ؟.. ربما ....
شركة (أ ك كوميكس) لها جهاز دعاية شديد الكفاءة بلا شك، ومن الواضح انهم أحدثوا دويًا إعلاميًا لا بأس به .. يؤكدون أنهم يسوقون في الولايات المتحدة وكندا (هييه .. عندنا تصدير أخيرًا) وتهتم الصحافة الغربية بهم اهتمامًا خاصًا .. هناك مقالات عدة في موقع الشركة منها مقال (نورث كاونتي تايمز) الذي يبشرنا بأن (هؤلاء الأبطال جاءوا بالسلام أخيرًا للشرق الأوسط !) .. ثم تلاحظ المجلة أن الصراع على مدينة الأديان استمر 55 عامًا وهي ذات فترة الصراع العربي الإسرائيلي .. يقول أحد مواقع الإنترنت: حواجب البطلات رفيعة .. وهذه جرأة في العالم الإسلامي المنغلق !
عندما يتحدث أصحاب المشروع مع محرر (واشنطن بوست) يتحدثون بصراحة لا كما فعلوا مع محررة (روز اليوسف). (دانييل ويليامز) - واضح طبعًا من الاسم أنه يهودي - يقول : "هدف السلسلة هو عبور الفجوة الثقافية التي اتسعت عبر السنين .. يقول صاحب فكرة السلسلة (أيمن قنديل) - وهو أستاذ اقتصاد بجامعة القاهرة - إن علينا أن نصنع أبطالنا العرب ليكونوا مصدرًا للفخر في كل أرجاء العالم العربي. مصر ليست لديها صناعة قصص مصورة خاصة بها (ما لم تعتبر النقوش الهيروغليفية كذلك).. إن هذه المنطقة ستشهد فوضى لبعض الوقت .. لكن بعد هذا سوف يستقر الغبار ويأتي السلام عن طريق تطوير واكتشاف أنفسنا .. هذه السلسلة إذن ناتج مهم لعملية العولمة.. كتب القصص (مروان النشار) وعهد بها لستوديو في البرازيل للرسم، أما النص الإنجليزي فكتب في كاليفورنيا .. وكانت المشكلة مع الستوديو هي أن البرازيليين يريدون رسم البطلات بالبكيني بينما هذا غير مستساغ في مصر. يقول (النشار): هناك دول عربية يراجع فيها الرقيب القصص صفحة صفحة ليسود صدور النساء. ويقول كذلك: كنت أرى قصص الرجل العنكبوت فلا أنفعل بها لأنه يعيش في نيويورك، وكنت أتساءل لماذا لا يوجد عرب يقدرون على تسلق الجدران ؟"
والله العظيم هناك عرب كثيرون يتسلقون الجدران يا عم (مروان) ويكفي أن تسأل في أقرب قسم شرطة.. أما موضوع أن مصر لم تعرف الستريبيس فماذا كان يفعل العظماء (حجازي) و(عدلي رزق الله) و(مأمون) و(اللباد) و(محمد حجي) و(إسماعيل دياب) إذن ؟.. (اللباد) قدم لنا تجربة لم تحدث في العالم قط هي رسم قصة أطفال (ستريبس) كاملة بأسلوب الكولاج وفن البوب.. كان هذا في مجلة سمير في الستينات. دعك من محاولات دار الهلال غير العادية في السبعينات.. تصور قصة (الجمال الأسود) وقد جعلوا منها ألبومًا لكل عمل نحت أو تصوير يمثل الحصان في تاريخ الفن ؟.. هؤلاء كانوا يحبون ما يفعلون، ولو كنا في دولة متقدمة لصنعت لهم التماثيل في الميادين. نحن قرأنا هذه القصص في طفولتنا، ولو كنا قد صرنا مواطنين محترمين – وهذه نقطة تحتمل الخلاف – فالفضل يرجع لهذه القصص التي أعدها وأخرجها ورسم أكثرها مصريون.
ثم تعال هنا .. ما العربي في مجلتكم بالضبط ؟.. تيمات أمريكية وكل شيء يبدو مترجمًا للعربية .. رسامون برازيليون .. حوار أمريكي ... ما العربي في هذا كله ؟..
والله العظيم الأمر لا يتعلق بالبارانويا العربية، ولا يتعلق بالحقد المهني باعتباري ممن يكتبون السيناريو للقصص المصورة (الذين ألغى البروفسور أيمن قنديل وجودهم بكلمة واحدة)، وليس استعداء لأحد على أحد .. أنا أؤمن أن الطريقة الوحيدة للرد على الفن هي بفن أفضل منه، لكني فعلاً أشعر بشيء لا يريحني في هذه القصص .. هناك رسالة ما بس أموت وأعرفها..
هناك من قصص أبطال العرب طبعات فاخرة وأخرى شعبية لمحدودي الدخل. ترى أبطال هذه السلاسل فتجدهم نسخة اخرى من ذات الأبطال الأمريكيين لكن الأسماء عربية والبيئة شبه عربية .. كأن هذا هو فن القصص المصورة ولا فن سواه.. هناك شخصية فرعونية تشبه قصص سوبرمان، وهناك فتاة اسمها (جليلة) وأخرى تدعى (آية).. من رأوا هذه القصص أبدوا اعتراضًا عربيًا جدًا هو أن البطلات شبه عاريات وكبيرات الصدر .. لكني عندما قرأت هذه السلاسل مدققًا وجدت أشياء أخطر من هذا (دعك من أن البطلات كبيرات الصدر فعلاً)... أنا أكره البارانويا العربية المعتادة وأسلوب دس مؤامرة في كل شيء، لهذا أقدم حقائق دون أن أستنتج منها أي شيء ...
لماذا تحدث الأحداث في شرق أوسط غير محدد الهوية ؟.. القدس واضحة جدًا بقبابها ومعالمها لكن اسمها هنا (مدينة جميع الأديان).. ويتكرر هذا عدة مرات .. لماذا ليست هي (القدس) ؟.. هناك شرق أوسط كبير به مفاعل نووي عملاق اسمه قريب جدًا من (ديدمونه) يحاول (المخربون) تدميره من حين لآخر .. هل تبدو هذه الصيغة مألوفة ؟.. ربما ....
شركة (أ ك كوميكس) لها جهاز دعاية شديد الكفاءة بلا شك، ومن الواضح انهم أحدثوا دويًا إعلاميًا لا بأس به .. يؤكدون أنهم يسوقون في الولايات المتحدة وكندا (هييه .. عندنا تصدير أخيرًا) وتهتم الصحافة الغربية بهم اهتمامًا خاصًا .. هناك مقالات عدة في موقع الشركة منها مقال (نورث كاونتي تايمز) الذي يبشرنا بأن (هؤلاء الأبطال جاءوا بالسلام أخيرًا للشرق الأوسط !) .. ثم تلاحظ المجلة أن الصراع على مدينة الأديان استمر 55 عامًا وهي ذات فترة الصراع العربي الإسرائيلي .. يقول أحد مواقع الإنترنت: حواجب البطلات رفيعة .. وهذه جرأة في العالم الإسلامي المنغلق !
عندما يتحدث أصحاب المشروع مع محرر (واشنطن بوست) يتحدثون بصراحة لا كما فعلوا مع محررة (روز اليوسف). (دانييل ويليامز) - واضح طبعًا من الاسم أنه يهودي - يقول : "هدف السلسلة هو عبور الفجوة الثقافية التي اتسعت عبر السنين .. يقول صاحب فكرة السلسلة (أيمن قنديل) - وهو أستاذ اقتصاد بجامعة القاهرة - إن علينا أن نصنع أبطالنا العرب ليكونوا مصدرًا للفخر في كل أرجاء العالم العربي. مصر ليست لديها صناعة قصص مصورة خاصة بها (ما لم تعتبر النقوش الهيروغليفية كذلك).. إن هذه المنطقة ستشهد فوضى لبعض الوقت .. لكن بعد هذا سوف يستقر الغبار ويأتي السلام عن طريق تطوير واكتشاف أنفسنا .. هذه السلسلة إذن ناتج مهم لعملية العولمة.. كتب القصص (مروان النشار) وعهد بها لستوديو في البرازيل للرسم، أما النص الإنجليزي فكتب في كاليفورنيا .. وكانت المشكلة مع الستوديو هي أن البرازيليين يريدون رسم البطلات بالبكيني بينما هذا غير مستساغ في مصر. يقول (النشار): هناك دول عربية يراجع فيها الرقيب القصص صفحة صفحة ليسود صدور النساء. ويقول كذلك: كنت أرى قصص الرجل العنكبوت فلا أنفعل بها لأنه يعيش في نيويورك، وكنت أتساءل لماذا لا يوجد عرب يقدرون على تسلق الجدران ؟"
والله العظيم هناك عرب كثيرون يتسلقون الجدران يا عم (مروان) ويكفي أن تسأل في أقرب قسم شرطة.. أما موضوع أن مصر لم تعرف الستريبيس فماذا كان يفعل العظماء (حجازي) و(عدلي رزق الله) و(مأمون) و(اللباد) و(محمد حجي) و(إسماعيل دياب) إذن ؟.. (اللباد) قدم لنا تجربة لم تحدث في العالم قط هي رسم قصة أطفال (ستريبس) كاملة بأسلوب الكولاج وفن البوب.. كان هذا في مجلة سمير في الستينات. دعك من محاولات دار الهلال غير العادية في السبعينات.. تصور قصة (الجمال الأسود) وقد جعلوا منها ألبومًا لكل عمل نحت أو تصوير يمثل الحصان في تاريخ الفن ؟.. هؤلاء كانوا يحبون ما يفعلون، ولو كنا في دولة متقدمة لصنعت لهم التماثيل في الميادين. نحن قرأنا هذه القصص في طفولتنا، ولو كنا قد صرنا مواطنين محترمين – وهذه نقطة تحتمل الخلاف – فالفضل يرجع لهذه القصص التي أعدها وأخرجها ورسم أكثرها مصريون.
ثم تعال هنا .. ما العربي في مجلتكم بالضبط ؟.. تيمات أمريكية وكل شيء يبدو مترجمًا للعربية .. رسامون برازيليون .. حوار أمريكي ... ما العربي في هذا كله ؟..
والله العظيم الأمر لا يتعلق بالبارانويا العربية، ولا يتعلق بالحقد المهني باعتباري ممن يكتبون السيناريو للقصص المصورة (الذين ألغى البروفسور أيمن قنديل وجودهم بكلمة واحدة)، وليس استعداء لأحد على أحد .. أنا أؤمن أن الطريقة الوحيدة للرد على الفن هي بفن أفضل منه، لكني فعلاً أشعر بشيء لا يريحني في هذه القصص .. هناك رسالة ما بس أموت وأعرفها..
5 Comments:
At 1:18 PM ,
Anonymous said...
اخى العزيز يكفى ان تلقى نظرة على هذا اللينك
اهدافهم فعلا واضحة ولا تحتمل الشك
اما هذا اللينك فهو الدليل القاطع
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/4396351.stm
كما احببت ان ادعوك لزيارة موقع عرب كوميكس اذا كنت من المهتمين بعالم الكوميكس
http://www.arab-comics.com/
At 6:14 PM ,
Anonymous said...
www.ArabComics.net
www.Comics4Arab.com
At 11:30 PM ,
Anonymous said...
عزيزي .. هذا المقال مأخوذ بطريقة قص ولصق من مقال لدكتور أحمد خالد توفيق في موقع المؤسة العربية الحديثة . فعلا أنت تجيد القص واللصق فى سنك المبكرة هذه .. مبروك.
At 1:47 AM ,
Unknown said...
This comment has been removed by the author.
At 1:55 AM ,
arlen babygirl said...
يقول صاحب فكرة السلسلة (أيمن قنديل) - وهو أستاذ اقتصاد بجامعة القاهرة - إن علينا أن نصنع أبطالنا العرب ليكونوا مصدرًا للفخر في كل أرجاء العالم العربي. مصر ليست لديها صناعة قصص مصورة خاصة بها
ههههههه اخر نكته انا عارف الشركه ديه و عارف اصلا صاحبها . الاستاذ المبجل القدير ايمن فنديل و محدش عارفه اكتر مني استاذ كبير غي الضحك علي الناس و يدعي انه يريد ان يفيد العرب في حين انه انسان وضيع اصلا و عشان كده فشلت شركته لانه انسان من جواه مش نضيف و عن تجربه شخصيه معاه
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home