بلاغ شخصي

And what have I learned From all this pain I thought I'd never feel the same About anyone Or anything again...

Sunday, May 24, 2009

حرب المكس


لم أجد أفضل من مقال الأستاذ أحمد شاكر

قبل ثلاثة أسابيع من الآن كنا نتراهن جميعا علي عدد الأهداف التي سيمني بها مرمي الأهلي في مبارياته المتبقيه مع إنبي و حرس الحدود والجيش

كانت معنوياتنا عاليه لدرجة طالت عنان السماء و درجة الثقه بداخلنا كبيره ، فمستوي الأهلي في إنحدار مستمر ، شاخت ملامحه ، وخط الشيب فوديه ، منهك القوي ، لا يقوي علي مواجهة أي من الفرق السابق ذكرها ..

ومع تصاعد مستوي الإسماعيلي وثباته وتألق لاعبيه ، وصل بنا الأمر في بعض الأحيان إلي تمني مواجهة الأهلي في مباراة فاصله ، لنلقنه درسا كرويا لا ينساه طيلة العمر ، ولإثبات جدارتنا بالبطولة ، مع إرسال رساله إلي المتحيزين والمنافقين والمرتزقه من الإعلام الأحمر علي كثرتهم ، بأن الإسماعيلي دائما وأبدا هو الفريق القوي الكبير صاحب الكلمة العليا دائما في مواجهة الأحمر وزمرة منافقيه وجوقة مساحي جوخه النتن ..

واليوم وجدت بعضا من إمارات القلق تلوح في الأفق علي ملامح مشجعي النادي الإسماعيلي ، دون داع ودون سبب محدد ، بعد أن وصلنا إلي المباراة الفاصله ، التي كان البعض منا يتمناها منذ أيام قليله تعد علي أصابع اليد الواحده ..

فلماذا تسرب إلينا هذا القلق غير المبرر ، ومن أين داخلنا هذا التوتر رغم أنه لم يتغير من الأمر شيئا ، الأهلي كما هو ، الفريق العجوز ، صاحب المستوي المتدهور ، ، يكسب بمساعده الحكام ، كعهدنا به دائما ، والإسماعيلي ثابت المستوي ، يعيش أزهي فتراته الكروية هذا الموسم ، فما الجديد في الأمر ، حتي ينقلب بنا الحال مرة واحده ..

أعتقد أننا بحاجه بسيطه إلي قدرا يسيرا من من التفاؤل ، ولنضع كامل الثقه في لاعيبنا وجهازنا الفني بعد الله سبحانه وتعالي ، فقط هذا هو كل ما في الأمر ، نفعل ما علينا ، نساند فرقتنا بنفس الروح القتاليه العاليه التي يتميز بها جمهور الإسماعيلي دونا عن باقي جماهير مصر ، ثم نترك الأمور لتصاريف المولي سبحانه وتعالي ، فهو الحق وهو العدل ، وهو علي كل شيئ قدير ..

و أستأذنكم لأبحر بكم قليلا ، لنخرج من هذا الجو المتوتر ، ونستعيد بعضا من ذكريات الماضي المشابه ، لنري ونقارن ونعرف ، كيف حورب الإسماعيلي وجماهيره في كل مكان وزمان ، وكيف أنه رغم تلك الحروب ، وصل إلي منصة التتويج بإراده الله سبحانه وتعالي رغما عن أنف الجميع ..

ما سأقصه حدث تحديدا في موسم 1991 ، في هذا الموسم البعيد ، كان الإسماعيلي علي موعد مع تراجيديا مبكيه ، مع نفس النوعيه التي يمر بها الآن ، والتي لم تتغير حتي بتغير الزمان ، بعد أن وصل إلي مباراة فاصله علي لقب الدوري مع الأهلي ..

حينها .. كان لاعبو الإسماعيلي صغار السن بلا خبره تقريبا ، بعد أن قام المرحوم شحته والكابتن علي أبو جريشه بتجميعهم من قري ونجوع مصر حيث يلعبون ويشاركون لأول مره بالدوري الممتاز ، وأضافوا عليهم مجموعه من ناشيئ النادي ممن شاركوا مرات قليله سابقه مع من تم الإستغناء عنهم ..

حمزة الجمل ، عصام عبد العال ، بشير عبد الصمد ، مخلوف حامد ، شمس حامد ، أيمن رجب ، حماده مرزوق ، عبد المنعم بركات ، أدهم السلحدار ، ياسر عزت ، بالإضافه إلي فوزي جمال ، سعفان الصغير ، أحمد رزق ، أحمد قناوي ، عاطف عبد العزيز ، سيد السويركي ، سيد توفيق ..

وكان الأهلي يضم لاعبين كبار .. طاهر أبو زيد ، أسامه عرابي ، أحمد شوبير ، ثابت البطل ، ربيع ياسين ، علاء ميهوب ، علاء عبد الصادق ، محمود صالح ، وغيرهم ..

تصدر الإسماعيلي قمة الدوري في الاسبوع الأخير ، بعد منافسه شرسه وغير متكافئه مع الأهلي و بفارق الأهداف عن الفريق الأحمر ، واللائحه حينها كانت تنص علي إحتساب فارق الأهداف لصالح المتصدر ، بما يعني فوز الإسماعيلي بالبطولة دون الحاجه إلي مباراة فاصله ..

وبذات التفاصيل التي لم يتغير منها شيئا ، بدأ اللوبي الإعلامي الأهلاوي ممارسة ضغوطه و لعبته الخبيثه التي يجيدها بشده في مثل هذه الظروف والأحوال ، وإستنكر بغرابه حسم اللقب بفارق الأهداف ، وضغطوا بكل ثقلهم الإعلامي علي إتحاد الكرة جهارا نهارا دون أدني خجل من أجل عدم العمل باللائحه أو الأخذ بها ، وعدم إعلان فوز الإسماعيلي ببطولة الدوري ، حتي رضخ لهم وقرر فعلا عدم الإعتداد باللائحه أو الأخذ بنصوصها ، رغم أنه هو واضعها ، وتقرر إقامة مباراة فاصله بين الفريقين ..

إعترض الإسماعيلي مع وضوح اللائحه ، ولكن إعتراضه ذهب أدراج الرياح ، ولم يسمع له أحد كالعاده ، فلم ييأس لا هو ولا جماهيره ، وتقبلوا القرار الظالم بصدر رحب ، وبرضاء المؤمنين بقدرهم ، و ثقة منهم في إمكانية حسم اللقب والفوز علي الأهلي في أي وقت ، فكانت الموافقه علي المباراه الظالمه ، أو كما سموها حينها الفاصله ..

ولما لم تفلح تلك الوسيله مع الإسماعيلي ، ولم تأتي بثمارها ، لجأ اللوبي الأحمر إلي وسيلة أخري من الأساليب الصهيونيه حقيقة ، و هي الضغط علي الإسماعيلي لاعبين ومسئولين وجماهير بكل الوسائل وكافة الطرق الممكنه ، من أجل تدميرهم نفسيا قبل أن يصلوا إلي صافره البدايه في المباراه الفاصله ، حتي لا يجد الأهلي مقاومه تذكر ويحسم اللقاء بمنتهي السهوله ..

فطلبوا من إتحاد الكرة أن تقام المباراه الفاصله بإستاد القاهره بحجة الأمن ، و الذي هو ملعب الأهلي ، وإعتبروه ملعبا محايدا ، ووصل الفجور مداه ، والسفور ذروته بعد أن برر البعض ذلك ، بأن ملعب مختار التيتش بالجزيره هو ملعب النادي الأهلي ، ومن ثم يصبح إستاد القاهره ملعبا محايدا ، وعندما إعترض الإسماعيلي ، علي أساس ان ستاد القاهره أرض النادي الأهلي ، ويلعب عليه كل مبارياته ، والمفترض أن تقام المباراه علي أرض محايده حقيقيه ، ضربوا بإعتراضه عرض الحائط ، وصمم إتحاد الكرة علي إقامة المباراه بإستاد القاهره ..

ولأنه لابد مما ليس منه بد ، وبعد أن وصلت الروح إلي الحلقوم من تلك الأمور المستفزه السافره ، التي لا يتحملها بشر ، لم يكن أمام جماهير الإسماعيلي الثائره ، سوي تقرير مصيرها ومصير فريقها بأيديها ، فكان أن قامت بمظاهره ضخمه ناريه في شوارع الإسماعيليه ، مندده بالتحيز الأحمر البغيض والوقح للمسخ الأحمر ، رافضه الذهاب إلي القاهره لأداء المباراه ، حتي لو كلفها ذلك البطولة ، بل أقسمت الجماهير حينها علي الذهاب إلي القاهره سيرا علي الأقدام ، لإحتلال مبني إتحاد الكرة المتحيز للنادي الأهلي علي طول الخط بل وإحتلال النادي الأهلي ذاته ، وليكن بعدها ما يكون ..

هنا إستشعر المسئولون خطورة الأمر ، وأن جماهير الإسماعيلي جاده في تهديدها ، وهو أمر إن حدث ، سوف يأتي علي الأخضر واليابس ، فكان أن تراجعوا فورا عن قرارهم الملوث ، أمام خوفهم من ثورة جماهير الإسماعيلي وغضبهم ..

كنت من ضمن المشاركين في تلك المظاهره ، وجذب إنتباهي حينها وجود رجل ( كفيف ) يسير بجواري وهو يهتف ضد إتحاد الكرة بكل غضب وقوة ، ويعتمد في سيره علي طفل صغير يقوده ويحدد له إتجاهه ،إقتربت من ذلك الرجل وأنا أشعر تجاهه بالفخر وكان أن مددت يدي له بالسلام ، فهمس له الطفل الصغير حتي مد يده ليصافحني ، ثم سار كلا منا إلي حال سبيله ..

وبعد عدة مهاترات ، وجذب وشد ، تقرر إقامة اللقاء في إستاد الإسكندريه ، إلا أن مدير الأمن حينها رفض إستضافه اللقاء ، وكان مبرره في أنه لا يريد مباراه طرفها جمهور النادي الإسماعيلي ، فإستطلعوا رأي النادي الأهلي ، فقط النادي الأهلي ، وكأن الإسماعيلي لا وجود له ، وليس طرفا أصيلا يجب إستطلاع رأيه ، فكان أن إختار الأهلي ستاد المحله ..

وتقرر تخفيض سعة الإستاد إلي خمسة عشر ألف متفرج ، مناصفه بين جمهور الفريقين ، بمقدار سبعة آلاف وخمسمائة تذكرة لكل جمهور ..

ويحضرني هنا ثلاثة مواقف مؤثره في هذ اللقاء التاريخي حقا ، فور وصولنا إلي ستاد المحله ، بعد خوضنا حروب عصابات طوال الطريق مع كل مدينه كنا نمر عليها ..

بدايتها عندما دخلنا إستاد غزل المحله ، فوجئنا بأن مدرجنا يقع خلف المرمي يمين في نفس المكان الذي يجلس فيه الجمهور الضيف الآن بإستاد المحله ، رغم أنه من المفترض تحقيقا للعداله والمساواه إقتسام المدرجات مناصفه ، وتركوا باقي المدرجات لجمهور الأهلي ، رغم إحجامهم عن الحضور ، فلم يحضر علي ما أذكر حينها إلا نصف العدد المحدد لهم ، فكان عددنا كبيرا جدا مقارنة بهم ، وإزدحمت مدرجاتنا عن آخرها بالجماهير ، علي عكس مدرجات الأهلي التي ظهرت خاويه تماما ، وهو ما يستطيع أي فرد ملاحظته مع إعادة أهداف تلك المباراه الآن علي القنوات الفضائيه ..

وهنا أود أن أسجل تقديري لجماهير المحله ، والمصري ، والزمالك ، ودمياط ، والإتحاد .. لأنه عندما وصلنا إستاد المحله وجدنا مدرجاتنا نصف ممتلئه ، وتعجبنا بشده من أين أتي هؤلاء وإلي أي نادي ينتمون ، ونحن خرجنا من الإسماعيليه في موكب هائل و لم يسبقنا أحد للدخول ..

وكانت الإجابه سريعه عندما خرجت اللافتات المؤيده للإسماعيلي من جماهير المحله التي جاءت بكثره لمساندة الإسماعيلي بفرق فنون شعبيه كامله وإحتلت جزءا كبيرا من المدرجات ، هي وجماهير المصري والزمالك والإتحاد السكندري بل ونادي دمياط أرسل رابطه مشجعيه لمساندة الإسماعيلي حتي جماهير السويس نفسها والعدو الأول للإسماعيلي كانت موجوده بالمدرجات ، بل أن بعضهم سافر معنا من الإسماعيليه ..

ثاني تلك المواقف .. عندما نزل لاعبي الإسماعيلي للإحماء ، وقمنا بالنداء عليهم ، لاعبا لاعبا ، وهو الاسلوب الذي إبتدعته جماهير الإسماعيلي منذ ذلك ا الموسم والمستمر حتي يومنا هذا ، وإقتبسته منها كل جماهير الأنديه الأخري ..

هتفنا بشده لفوزي جمال ، بإعتباره كان يومها كابتن الفريق وأكبر اللاعبين سنا ولم يكن عمره يتجاوز 24 عام ، إستجاب فوزي جمال للنداء ، وأسرع ناحية المدرجات ، ولم يكتفي بالتلويح لنا وتبادل التحيه ، بل فوجئنا به يقفز من فوق اللوحات الإعلانيه الموجوده بتراك الملعب ، وتقدم حتي وصل إلي سور المدرجات الحديدي ..

كنت أنا أقرب المشجعين له لحظتها ، لأنني لم أجد مكانا أجلس فيه إلا أسفل المدرج بسبب الإزدحام الشديد ، فقمت من مكاني وأسرعت بالذهاب إليه علي السور الحديدي ، وتبعني عدد كبير من الجمهور ..

ولا أستطيع ان أنسي هذه اللحظه طيلة حياتي ، فعندما وصلت إليه ، كان ممسكا بالسور الحديدي ، فأمسكت بدوري بيديه وشددت عليها بقوه ، وصرخت فيه قائلا الدوري يا فوزي الدوري يا فوزي يا إما نموت هنا ومانرجعش إسماعيليه ، فكان أن بكي فوزي جمال بشده ، وهطلت الدموع من عينيه بغزارة وهو يقول بصعوبه شديده خليكوا جنبنا إدعولنا من كل قلوبكم أوعوا تسيبونا ..

ثالث تلك المواقف التي أثرت في وجداني حتي لحظة كتابة هذه السطور ، بعد أن أحرز عاطف عبد العزيز الهدف الأول من ضربة جزاء ، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أحتضن أقرب المشجعين لي ، ونحن نبكي بشده ، وكانت المفاجأة أنه نفس الرجل ( الكفيف ) الذي شاركنا المظاهره ، وقد جاء إلي المحله رغم أنه لا يري ليساند الإسماعيلي يقوده نفس الطفل الصغير ، وهو موقف كلما أتذكره أجد عيناي تدمعان حتي الآن ..

إنتهي اللقاء يومها 2 / 0 للإسماعيلي ، بعد كل ما فعلوه ويفعلوه ، ولكنهم لم يستيطعوا أن يغيروا من إراده الله شيئا ، وعدنا إلي الإسماعيليه في مواكب أفراح لم تشهدها مصر من قبل ، بعد ان تحقق لنا النصر ، في ظل ظروف غير طبيعيه وغير إنسانيه بالمره ، لكنها كما قلت إرادة الله سبحانه وتعالي ..

أصدقائي اتوقف عند ذلك وأتمني ألا أكون قد أطلت عليكم ، ولكن كل ما أود أن أشير إليه هنا ، ومقصدي مما ذكرته ، أنه يجب علينا التفاؤل ، ولنستبشر خيرا بإذن الله ، فإن بعد العسر يسر ، فما أشبه الليلة بالبارحه ، نفس الظروف العصيبه ، بل لا أبالغ أن السابقه كانت اشد وطاة مما هي عليه الآن ، وبإذن الله سبحانه سنعود من الإسكندريه بدرع الدوري ، وليعود كل منا ليقرأ تلك الكلمات السابقه ، ولا تنسوني حينها في الحاجه الحلوه ..

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home