بلاغ شخصي

And what have I learned From all this pain I thought I'd never feel the same About anyone Or anything again...

Monday, June 30, 2008

Trapped in Transit مسجون ترانزيت ...فيلم متميز آخر لعز


.. حين مشاهدة فيلم ( مسجون ترانزيت ) فأول ما نسلم به هو أننا بصدد عمل خال من الافيهات التافهة و المشاهد الدخيلة علي السيناريو لمجرد الابهار البصري كالمشاهد تضم كميات المفرقعات بلا داعي التي اعتدنا عليها .. و حينما يكون صناع العمل هما احمد عز و نور الشريف و صلاح عبدالله تحت ثيادة المخرجة ساندرا فلابد و ان نتصور مدي روعة ذلك العمل و قوته .. العمل الذي نجح في جذبنا من بدايته و حتي نهايته .. بسبب التشويق و الغموضو و حينما تظهر الحقائق في النهاية بدلا من ان نخرج من الفيلم بمضمون .. خرجنا نسخر من أنفسنا بعد ان سخر مؤلفه مننا .. اضفي نور الشريف بخبرته علي الفيلم شئ من الثقل الفني , و لذلك اضاف هو للعمل الكثير بينما لم يضف العمل اليه شيئا جديدا , فجاء نور الشريف أو (اللواء شوقي) رجلا صلبا , ذكيا , قاسيا , حاد النظرات .. و كأنك أمام نسخة من (مختار العزايزي) في مشاهد الفلاش باك في (الرجل الأخر) .. أو (سعد الدالي) في (مسلسل الدالي ) .. أو شخصية الجاسوس في فيلم ( بئر الخيانة ) , فبالرغم من اجادته التامة للشخصية لم يخرج من ذلك الاطار بل جاءت الشخصية مكررة في كثير من جوانبها , و ساعد علي ذلك ان صراع الشخصية الخارجي كان خفيا لناء علي السياق الدرامي , و هو في الوقت ذاته لا تحمل اي صراعا داخليا فقضي ثلاث اربع مشاهده بالنمط نفسه دون اي اختلاف .. و لولا ان نور الشريف هو الذي قدم تلك الشخصية لكان من الممكن ان يكون ضعفها دراميا هو نفسه نقطة ضعف العمل . أحمد عز يواصل تقدمه بخطوات ثابتة ابتداء من (ملاكي اسكندرية) و حتي (الشبح) .. و جاء (مسجون ترانزيت) أستكمالا لتلك الخطوات و التي مع كل مشهد تكتشف ان بداخل عز الكثير و الكثير من الابداع لم يخرجه بعد , فقد اجاد ايضاح مشاعر الشخصية الداخلية ببراعة و بساطة من خلال مشاهده مع محبوبته و مشاهده مع اللواء شوقي .. و بريق الندم يظهر بعيناه تارة و الغضب تارة اخري .. فمن الجانب الفني لا يمكنني قول الان ان أحمد عز اصبح لا يقل عن نجوم هوليود . و لكن (مسجون ترانزيت) في الوقت ذاته يدق نقوس الخطر , فلم يخرج عز من اطار الشاب الفقير المقهور ماديا و نفسيا و قد يفعل اي شئ _ رغم انه من داخله شخصية سوية - و قد قدم تلك النماذج علي اختلاف اشكالها في (الرهينة) (الشبح) (مسجون ترانزيت) .. بالاضافة الي انها جميعا افلاما قائمة علي الساسبينس و التشويق .. و لاثبات موهبته بحق عليه تقديم فيلما رومانسيا او كوميديا او اجتماعيا للخروج من تلك الحلقة قبل ان تضيق اكثر فتخنق موهبته . صلاح عبدالله لم يكن سوي ضيف شرف بمساحة دور كبيرة .. و لم يكن ذلك هو الدور المنتظر منه بعد فيلم (الشبح) و مسلسل (الدالي) , فقد جاء ادائه اقل بكثير جدا من المتوقع .. حاول اسطناع لمحة كوميدية من خلال تكرار احدي اللازمات الكلامية و لكنه فشل في ذلك .. إيمان العاصي في أولي تجاربها سينمائيا اثبتت جدارتها بان تنول دور البطولة امام أحمد عز و نور الشريف .. رسمت ملامح الشخصية بشكل جيد كما انفعلاتها جاءت متناسبة تماما من المشاهد فلم تكن اقل او اكثر مما يتطلبه المشهد الذي تأديه . الموسيقي دائما ما تكون من اهم العناصر المطلوبة خاصة في نوعية افلام التشويق , و جاءت موسيقي مسجون ترانزيت موفقة و موظفة بشكل رائع معبرة عن تضارب شخصية (علي الدقاق) .. كما أنها تصنع شئ من التوتر لدي المتلقي لتصبح اكثر عوامل الجذب خاصة في مشاهد التدريب و تنفيذ العمليات . ساندرا نشات المخرجة الصغيرة القديرة .. نجحت في إخراج انفاعلات الممثلين بشكل جيد بما يناسب الشخصية , حاولت بقدر الامكان وضع روتشا اخفت الكثير من عيوب نسج الشخصيات بالسيناريو .. زوايا التصوير و الاضاءة استخدمتها لتجعل معظم المشاهد بمثابة لوحة فنية رسمتها فرشاتها , و كان من الممكن ان تخرج العمل بشكل افضل إلا ان عيوب السيناريو وقفت حائلا دون تحقيق ذلك .. و أول تلك العيوب هو سيطرة المشاهد الداخلية علي العمل بشكل كبير جدا .. فأصبحت كاميراتها محاصرة بأربع جدران دائما و لم تتمكن من ترك العنان لأبداعاتها .. وائل عبدالله مصر علي تكرار نفسه بشكل مؤسف أكثر منه ممل .. فـ(مسجون ترانزيت) هو نفسه (كلاشنكوف) هو نفسه (الشبح) .. يعتمد علي الساسبينس و خلق الالغاز التي لا تنتهي الا بانتهاء العمل و لكنه وقع هذه المرة في فخ الشطحات .. فجاءت قدرات (اللواء شوقي / نور الشريف) منافية تماما للواقع .. كما ان كل المهام الاجرامية بالعمل يتم الترتيب بدقة , ثم يحدث خطأ ما ليضع البطل وسط المخاطر .. و اهتمامه بالتشويق طغي علي اهتمامه بالشخصيات فرسمها بشكل باهات غير واضح الملامح , و لم تكن القصة الرئيسية تتسع الي كل ذلك الكم من الغموض .. كما انه حاول و للمرة الاولي اقحام مضمون للعمل و قرر ان يكون سياسي .. و لكن غموض العمل جعل مضمونه غامضا هو الاخر فظهر من خلال بعد العبارات علي السن الشخصيات , و لكنه اختار عبارات ساخرة اثارت سخرية الجمهور اكثر من اثارتها لاهتمامه بذلك المضمون بالمضمون .. في النهاية نحن بصدد عمل مبهر شكلا و لكن ضعيف الاعماق .. و قوة الاداء التمثيلي و الاخراج و الاضاءة و الموسيقي .. لم تتمكن من اخفاء ضعف السيناريو و الذي هو اساس العمل و أول لبنة توضع به ..

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home