مش مشكلة

كان حال الأهلي في الشوط الأول مثيرا للشفقة. لم يشعرنا أنه يستحق البطولة.. أي بطولة. أو أنه يستحق كل هذا الذي يقال عنه،

اللهم إلا هؤلاء الذين أتى بهم من الاسماعيلي وصاروا يعرفون باسم دروايش القاهرة.شعر الحكم أنه لابد أن يتدخل لكي يحميه من فضيحة فلم يحتسب ضربة جزاء صحيحة لصالح حسني عبد ربه. لا تصدقوا عصام عبدالمنعم الذي سماها "حادثة" فقد كان عصبيا وهو يتابع المستوى الحقيقي لفريقه أكثر من عصبية مانويل جوزيه، وصدقوا ما قاله الحكم السابق عبدالستار لأحمد شوبير في برنامج الدرجة الثالثة بصحة هذه الضربة!غضبة عصام عبدالمنعم ونظرياته الجديدة في قانون كرة القدم سببها أن الدروايش كعادتهم كشفوا مستوى اشقائهم دروايش القاهرة عندما ابتعدوا عن اكسجين الفن الكروي وبلاد السمسمية، وبدا لنا كأنه يريد قرارا استثنائيا بتنصيبه مرة ثانية رئيسا معينا للجبلاية ليعيد الأمور إلى مسارها، متيحا للقيعي خطف عمر جمال وعبدالله سعيد في رحلة سطو جديدة!حدث هذا قبل أكثر من 4 مواسم عندما نال الأهلي هزيمة رباعية مذلة في الاسماعيلية فلماذا لا يفعلها السيد عصام عبدالمنعم مرة ثانية؟!يعيب عصام على الدراويش أنهم يلعبون بخشونة وهذا سر مستوى لاعبي الأهلي المتدني فقد كان يخافون على أقدامهم كأنهم يلعبون في تشيلسي أو ريال مدريد مثلا، أو أنهم نوع فاخر من اللاعبين لابد من الحفاظ عليهم من الهواء والماء واللمس!لم يقل عصام عبدالمنعم الحقيقة.. فالأهلي بدون الحضري فريق بلا غطاء، تهزه نسمات العصاري كأنها ريح صرصر. كل هجمة على الأهلي كانت مشروع هدف على حد قول مصطفى يونس.لو أنتبه لاعبو الاسماعيلي لمستوى الحارس الصغير لامطروه صواريخ، لكنهم للأسف لم يفعلوا، ولم يكن عماد سليمان قادرا على تحفيز لاعبيه لمزيد من التهديف أو الدفع بفضل ليساعد مصطفى كريم غير الموفق منذ بداية الدور الثاني!الغريب أن عصام عبدالمنعم جعل من الحارس الصغير رجل الأهلي الأول. إنه يريد أن يداوي صفعة الحضري وسيون التي جعلت الادارة المحترفة مثل الدجاجة المذبوحة، لكن الحقيقة كانت شمسا. الأهلي أصبحت قربته مخرومة لأن الطاووس جوزيه باع له "الأونطة" طوال المواسم الماضية فحرمه من الاستفادة من نادر السيد ومن صناعة حارس بديل!ما حدث في مباراة الاسماعيلي من تكالب على خدمة البطل وتقديم كل العون له وحمايته بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية من أن يكون وليمة للدروايش لا تقل في فضائحها وخروجها عن المألوف عن وليمة أعشاب البحر، جعلنا نتيقن مجددا أنه بطل "أونطة" وأن بطولاته يجمعها من منافسات وهمية يخدمه فيها الحكام والنقاد ومسئولو الجبلاية!لم يكد ينقضي الشوط الأول حتى احتسب عصام عبدالفتاح ضربة جزاء وهمية عندما سقط بركات الدرويشي كأنه مصاب بانفلونزا الطيور دون ان يلمسه أحد، وشخصها الحكم السابق عبدالستار بأنها ليست ضربة جزاء . عصام عبدالمنعم رآها شدا وجذبا كأن نظارته تكشف له المخفي الذي لا نستطيع أن نتبينه نحن سواء بنظاراتنا أو بعيوننا المجردة!في الشوط الثاني سحب عماد سليمان أهم أوراقه عبدالله السعيد رغم أنه يلعب منذ بداية المباراة بدون أوراقه المؤثرة للاصابة، فغياب حمص يساوي ربع فريق وربما أكثر.خروج هاني سعيد معناه خسارة ضابط المؤخرة ونحم دفاع المنتخب الأول الذي لم يستطع ايتو أو دروجبا أن يتنفسا معه تحت الماء أو فوقه او في الهواء الطلق، بالاضافة إلى فضل الذي نزل ليلعب عدة دقائق لا تسمن ولا تغني، وغياب معتصم سالم وهو مدافع له قيمته الكبرى في المنطقة الخلفية وفي ضربات الرأس التي تشكل خطورة كبيرة على مرمى المنافسين وقد اعتاد أن يسجل منها!بدلا من الطموح وافتراس الأهلي رأينا سليمان يسحب السعيد المؤثر جدا ويأتي بأحمد الجمل الذي لم يلعب مباراة رسمية منذ أكثر من عام، ثم زاد الطين بلة تعليماته لحسني عبد ربه بالرجوع إلى الخلف وهو الذي كان قاد سيطرة دروايش الاسماعيلية على منطقة المناورات طوال الشوط الأول والربع الأول من الشوط الثاني.كل هذه العوامل جعلت الأهلي الذي لعب بكل نجومه يظهر لنا كأنه ركب المباراة في نصف الساعة الأخير وحتى سجل هدفه.لو لعب دروايش الاسماعيلية بكمالة نجومهم الغائبين للاصابة لصالوا وجالوا وسجلوا في الحارس الصغير الذي لم يكن يحرس شيئا وساعده مصطفى كريم بغرابة شديدة في عدم دخول الهدفين الثاني والثالث!ثم نأتي للطرد الغريب الذي ناله مودي ناشئ الاسماعيلي بعد نهاية المباراة.. لماذا طرده عصام أفندي وهو الذي كان بعيدا عن مكان الاشتباك وعندما جرى نحوه كان الفتوة التعبان يحاول بكل قوة النيل منه!من الذي أخبره أن مودي الضحية هو الذي يستحق الطرد؟!.. أجب أنت يا عصام أفندي عبدالمنعم بدلا من هذا الغضب الذي ظهر عليك عندما قال شريف عبدالفضيل لمصطفى عبده إنه لا يعرف سبب طرد مودي، فالسيد متعب هو الذي كان يحاول الوصول إليه ليكمل عليه بعد أن ضربه في ساقه!