ليلة خميس

استمتعت يوم الخميس بليلة كروية لم نذقها منذ فترة طويلة. في الاسماعيلية قدم لنا الدراويش ما يضنون به علينا في غير مباريات الأهلي. فواصل من الفن والمهارات العالية والكرة السريعة التي لا نراها في مصر، ونشاهدها في دوريات أوروبا وأمريكا الجنوبية.تساءلت بيني وبين نفسي.. هل يستورد الاسماعيلي لاعبين من هذه الطينة لبعض لقاءاته مع الأهلي؟.. إذا كان لاعبوه بكل هذه القوة والمهارة والفاعلية على المرمى، فلماذا ينهزمون من فرق تكافح في الذيل، ويخسرون نقاطا سهلة ويستقبل مرماهم أهدافا من طوب الأرض؟!هل يلعبون مباراتين فقط طوال الموسم وبعدها يريحون أنفسهم ويضنون على جماهيرهم بل وعلى كل الجماهير المصرية، فامكانياتهم التي رأيناها يوم الخميس كبيرة جدا. الحصيلة المهارية والفنية وقوة الأداء بالمقارنة مع نظرائهم في الأهلي في تلك المباراة، تميل لكفتهم كثيرا، لدرجة أن الغريب على الكرة المصرية سيظن لأول وهلة أن اللاعبين الذين يرتدون اللون الأصفر هم الذين سيلعبون المباراة النهائية لرابطة الأبطال الأفريقية بعد 9 أيام، وهم الذين سيظهرون للمرة الثالثة على التوالي في مونديال اليابان للأندية!بدا لي جوزيه مندهشا وليس غاضبا، مستمتعا مثلنا غير قانط، فالنجم الساحلي لن يكون بأي حال أقوى من هذا المارد الأصفر الذي هبط عليه ولا يعرف من أين جاء. لاعبوه لن يواجهوا يوم 9 نوفمبر هذا الضغط المستمر من الأجناب والعمق، ولن يكون هناك مثل سيد معوض الفايق جدا الذي جعل من الجبهة اليمنى للأهلي شارعا فسيحا سهلا مرصوفا، يشقه بكل سهولة في غزوات أرهقت كل من أمره جوزيه لمقابلته. لم يفلح أحمد عادل فخرج مرهقا مصفدا بالعرق، وفشل محمد بركات عندما حوله إليه جوزيه في الشوط الثاني، فرأيناه لأول مرة يجر قدميه جرا، ولسان حاله يقول.. ماذا أفعل مع هذه العاصفة الهائجة المائجة الثائرة؟!الجميل في بركات هو حبه شديد للأرض التي نشأ عليها واكتسب منها نجوميته الفذة، أخلاقه العالية التي تجعله لا يعبر عن فرحته عندما يتقدم فريقه الحالي على فريقه القديم. رأينا منه هذه الأخلاق من قبل، ورأيناه أول أمس بعد هدف حسام عاشور. هذه حقا أخلاق الفرسان.قل عن الفنان الماهر جدا عمر جمال ما تشاء. غزال عندما يجري. عازف اوركسترا عندما يراوغ. لا تعرف هل يلعب يمينا أم شمالا. في عمق الوسط أم في عمق الهجوم. يخترق ويبرق ويهبط على المدافعين مثل حجر حطه السيل من عل. بلغ مرحلة النضج والنجومية المبهرة، وبالفعل يساوي وزنه ذهبا من عيار 24 مختلطا بالألماس، ولو كنت صاحب قرار في محافظة الاسماعيلية لقدمت الغالي والرخيص في سبيل المحافظة عليه وعدم التفريط فيه سوى لفرق عالمية تعرف قيمته، وليست محطات ترانزيت!رأيناه كيف مر من غابة المدافعين التي اعتاد جوزيه منذ عدة مباريات نصبها وهو أسلوب لم نعرفه عن الأهلي من قبل، وكيف تلاعب بالكرة والمدافع ورفعها بالمقاس لزميله الساحر الموهوب أبو سمارة "محمد حمص" وكيف استقبل القائد الجوهرة الهدية وفي لمح البصر جعلها تعانق مرمى أفضل حارس مرمى في أفريقيا على الاطلاق.لو سألتني من أنقذ الأهلي من الهزيمة لقلت إنه عصام الحضري ولا أحد غيره. راجعوا شريط المباراة وستتأكدون من هذه الحقيقة، وهي بقدر ما تشهد على تميز مستوى هذا الحارس، بقدر ما تشهد على نمطية خطط جوزيه وتحركات لاعبيه في الفترة الأخيرة.هنيئا أداء حمدي شعبان. قراراته كلها سليمة مع أنها أثارت جدلا. فهدف حسام عاشور يمكن لأحسن حكم في العالم أن يحتسبه تسللا، مع أنه هدف صحيح. والهدف الذي أحرزه الدراويش قبل تعادلهم بدقائق، لا يمكن لأي صافرة أن تحتسبه تسللا، فلا يوجد من هو قادر على قياس التسلل بالمليمتر، وحساب خروج الكرة من لاعب الاسماعيلي بالفيمتو ثانية، لكن حمدي شعبان اتخذ قراره بدون تردد ولم يعترض عليه لاعب واحد، وفي الاعادة رأينا أن قراره صحيح ألف في المائة.
لم يعكر صفو كل هذا إلا (ألتراس أهلاوي) أو الهوليجانز الجدد...الأغرب أن الاعلام نجح في أن يقلب الآية ويخرج جمهور الاسماعيلي كالعادة "هو اللي غلطان مش أنا" ...وعجبي ...
لم يعكر صفو كل هذا إلا (ألتراس أهلاوي) أو الهوليجانز الجدد...الأغرب أن الاعلام نجح في أن يقلب الآية ويخرج جمهور الاسماعيلي كالعادة "هو اللي غلطان مش أنا" ...وعجبي ...
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home