بلاغ شخصي

And what have I learned From all this pain I thought I'd never feel the same About anyone Or anything again...

Wednesday, December 28, 2005

تعليق جديد على مجموعة بلال فضل

هل من جديد في قصص "بني بجم" لبلال فضل ؟: ليس التصور المدهش ما يميز القصص، فالخيال الهزلي الذي يهيمن عليها يكاد يكون في متناول البصيرة. الجو الحكائي هادئ وبعيد عما يوحيه الموضوع العام حيث تتدثر القصص بسلاسة اللغة المتداولة ما بين فصيح وعامية مصرية موجزة، عفوية بأناقة، ساخرة غير هازئة، عابرة فوق جدران الاحداث اليومية، لا تصطدم بحاجز الا لتقطع مسافاتها وتستقر فوق صورة عادية. قرأت بلال فضل في "بني بجم" فحرت قليلا قبل ان اعود الى قراءة قصة اخرى قد لا تكون مفرحة بل كالحة متجهمة ومتضمنة التناقض الابدي بين الاغنياء والفقراء. ابطال بلال فضل يعانون بقسوة الهزيمة والهشاشة والانكسار والرخاوة. وجوههم مجهدة، قاماتهم محنية، وقسماتهم كالحة، حتى ان بطل القصة، ايّ قصة في المجموعة، يمارس ديموقراطيته المشروخة بانتقاد ذاته، وهو المتفرد بصبابته، المتوحد بعنائه، المستوحش قلبا والمليء حزنا. القصص مكتوبة خلال تسعينات القرن الماضي، ولا حدود لنهاياتها، اذ ان اولها شديد الاتصال بآخرها. هي، اي القصص، غير متوحدة شكلا ومحتوى، انما سردها الحكائي، على مدى التنويع والتوزيع الجماليين، لا نشاز فيه، مع بعض اطلالات على الاشراق الرومنطيقي: "الوقت قد جاور الفجر البنفسجي بكثير. لم تكن الشمس قد اكتمل اشراقها فهزّتني نسائم الصباح". بلال فضل قاص متمرد، هازىء، عدمي نهيليستي، رافض بصوت رقيق، ينبّه بالاشارة ولا يصفع، يقدّم الشكل السردي للقصة، احيانا ببراعة، واخرى من دون اكتراث جمالي، ربما بسبب نشأته التي يقول عنها: "ترعرعت في اسرة مفككة، وعشت طفولة حقيرة ومراهقة ضائعة من دون ان افهم كيف خرجت منهما على خير". لا يتقيد المؤلف كثيرا بالفن السردي الكلاسيكي او الحديث للقصة، وإن كان يتعاطى مع كلمات كبيرة مثل الموت والحياة النهاية. صوره الادبية تلفحها نسائم السخرية والهزء والتكرار حتى من ذاته، ومن الرموز السياسية التي بلغت اعلى المراتب كأنور السادات مثلا. هذه الصفات التي تحتضنها هذه القصص، تعطيها جما وافرا من النكهة الحوارية الهادئة، اذ يختزن القاص الشاب امكانات جمالية واضحة تسمح له ان يسيح بعيدا في زمنه، وفي ثقافة عصره، وقد روّض نفسه الهازئة لتمارس النقد في مهاجمة مومياء البشر. ان نص بلال فضل الجمالي حاضر في الكبائر والصغائر، رغم تغليب العامية على الفصحى، ابتداء من محاربة اليأس الى تمجيده احيانا، وصولا حتى الموت من اجل معانقة الحياة الانسانية – الشعبية المصرية في بهائها وصفائها. هذه جميعها اشارات جمالية ترسخ فعل القصة مع طموح خجول لتأكيد رسالتها ورسوليتها. ففي هذا المناخ المازج بين الهزء والهزء، بين السخرية والسخرية، تبرز قصة "لكن ربنا ستر" المكتوبة بالعامية المصرية كنموذج لاسلوب الكاتب في اخراج الافكار واعطائها الطابع الاجتماعي، كما تبرز، في هذا السياق، قصتا "ستغضب امي" و"كنائس من الناس". يرسم بلال فضل لعمله خطوطا واضحة، الامر الذي يبعده عن اضطراب الفكر وفوضاه، ويقرّبه من الهدوء والنظام والمنطق الروائي. يدعو الى منطق الامور وواقعها، اذ هو يريد ان تجري الحياة في مجاريها السهلة، وان يتحقق حلم الانسان بالمحبة والمساواة والاخاء والتسامح والالفة والعطاء. فمن خلال غلالة من الحاجة المادية يدعو المؤلف الى الفرح الارضي، وابطاله المهمشون (قليلا ما يعطي اسماء لشخوصه) يدفعونه الى أن يصوّر الناس "الغلابة" واحة جميلة تدعو الى التلذذ بمسرات الدنيا، وإن على حساب الجروح النفسية. يصرخ بلال فضل: هي الدنيا في هواجس هذه القصص التي تبرز مقاصدها، وتعبّر عن ميولها تعبيرا واضحا فيبدو لنا القاص كاتبا علوما بوطنه مصر، محاولا كشف اسرار النفس الانسانية، وما يجول في اغوارها من جوى وخيبة وحس بالرحيل مع قلق واندحار. ذلك كله بتخيل رقيق شفاف، وبلغة سهلة تنفر من الصنعة والتزويق والبهرجة، لكنها، في بعض طرائق تعبيرها، تنحدر الى العادي.

Sunday, December 18, 2005


هذه صورة من ملعب ستامفورد بريدج لمباراة تشيلسي الأخيرة مع ليفربول

وهي تحدد مكاني في الملعب

في المطلق

"الزمن كالدائرة ..تتصل نقاطها حتى إنك لاتستطيع تحديد أولها من آخرها ..حيث تتبع كل نقطة مايسبقها وتتبعها ماتلحقها إلى الأبد..إلا أن هناك فهماً أعمق..حيث ينسلخ الماضي ولايكون أبداً..والمستقبل لم يولد بعد ليكون..وحتى الحاضر لايستمر فكيف يمكن القول بوجوده إذا لم يكن ثابتاً للحظة واحدة؟"

الحكيم المصري تحوت (يعني الكلام ده من 5000 سنة ..متصورين؟!!) عجبي

Thursday, December 15, 2005

علامة تعجب !!


كان الإعلام هو المتهم الاول فيما حدث للأهلي ، على اعتبار أنه ضخم في فريق الأهلي ولم ينظر له يوما ما بعين مجردة ، واتهم البعض الإعلام الرياضي بأنه سبب كوارث الرياضة المصرية وبصفة خاصة كرة القدم ، على اعتبار أنها منطقة الجذب ، وهذا أمر لا يستطيع أحد أن ينكره ، ولكن لابد أن يعلم هؤلاء أن الإعلام ينقل في أغلب الأوقات تصريحات المسئولين ، وآخرها التصريحات التي خرجت من النادي الأهلي سواء من الجهاز الفني أو إدارة النادي بأن الفريق ذاهب إلى اليابان للعودة بالكأس أو على الأقل المنافسة على أحد المراكز الأولى ، لدرجة أن الجماهير صدقت كل ذلك ، فكانت صدمة الهزيمة لدى جماهير الأهلي عنيفة.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الأهلي هو أفضل فريق في مصر في آخر موسمين وصاحب أفضل لياقة بدنية ، إلا أن ذلك لم يكن له وجود في لقاء اتحاد جدة الذي تفوق بصورة ملحوظة في كل الكرات المشتركة , ومن السذاجة أن نبرر الهزيمة بأنها مجرد كبوة أو أن الفريق لم يكن في يومه ، لأن الاهلي خسر أمام اتحاد جدة في آخر ثلاث مباريات ، مما يؤكد أن الهزيمة الأخيرة لم تكن مجرد صدفة ، ولكنه واقع تعيشه الكرة المصرية ولا نريد أن نعترف بأن الكرة الآسيوية تفوقت علينا مثلما سبق للكرة الأفريقية أن فعلتها ، وبالرغم من ذلك ، ما زال هناك من "يعافر" ويجادل بعكس ذلك متغنيا بالمواهب الفطرية.علاج ما تعانيه الكرة المصرية لن يأتي في يوم وليلة ، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت ، وبشرط أن نعترف بحقيقة مستوانا بدلا من المكابرة ، وأن ننسي الانتماءات الشخصية لمتخذي القرار ومن يملكون القدرة على التأثير في الرأي العام ، ولا أقصد بالرأي العام "المفتحين الفاهمين في كل حاجة" ، ولكن أقصد رجل الشارع البسيط الذي يتخيل أن ما يقرأه هو عين الحقيقة وكلام مصدق.